خلق الله الكائنات الحية على الأرض جميعها ، وجعلها من المخلوقات التي تتغذى بنفسها ، وتساعد نفسها في الحصول على الغذاء الذي تحتاج ، كالحيوانات والزواحف وغيرها ، وهذه الحيوانات علمها الخالق سبحانه كيف تبحث عن الطعام ، وكيف تخبئه لفصلي الخريف والشتاء ، وعلمها أنها يجب أن تعتمد على نفسها ولكنها تحت نظر العظيم الذي هو أرحم على المخلوق من أمه ، فالكائنات الحية أبدع الله في صنعها ، ومنحها الأجهزة الحساسة في جسمها للتمكن من التكيف مع البيئة المحيطة بها ، والحديث عن التكيف لا يدور عن الحيوان فحسب ، وإنما يدور عن الإنسان أيضاً ، فخلقه الله وزرع فيه غريزة البقاء ، ليتحدى بها كل الصعاب ، ويقاوم بها كافة الأشكال ، والأمور التي تزعجه ، وتعكر صفو حياته ، فخلقه انساناً مخيراً وليس مسيراً ، يهيم في الدنيا كيفما يشاء ، ولكن ليتذكر أن الخالق هو الذي بيده ملكوت كل شيء ، وأن الأمر له هو فقط ، وأينما تولى يجب أن تشكره على كل النعم التي مهدها لك منذ نعومة أظفارك.
والتكيف مع البيئة أصبح أمراً صعباً ، خاصة في ظل الظروف التي نعيش بها ، فهناك تناقص في كميات المياه ، بالإضافة إلى البرد القارس في بعض الأماكن والحر الشديد في أماكن أخرى ، كل هذه الأمور وغيرها ، جعلت الإنسان يفكر بطريقة جدية للبحث عن أكثر الأماكن التي تلائمه وتلائم حياته ، وكانت المصادفة الجميلة أن الناس جميعاً لا يهوَوْن العيش في مكان واحد ، فالبعض يفضل الحر على البرد ، فيما أن هناك بعضاً من الناس لا يلائمهم إلا الجو البارد الثلجي ، وهؤلاء تكيفوا مع البيئة المتجمدة سواء في الشمال أو الجنوب بشكل جيد جداً ، وهناك أيضاً الظروف التي مكنت الناس من التحرك والهجرة من مكان لآخر ، ومن أهمها كانت البحث عن الماء ، فالماء هو سر الحياة ، وسر وجود البشرية ، ولولاه تصبح الحياة مستحيلة ، لذلك نجد أن التضخم السكاني للبشر على وجه الأرض يتمحور حول الأنهار ، كنهر النيل في مصر ، ونهر دجلة والفرات في العراق ، ونهر العاصي في تركيا وغيرها ، فهناك استطاع الإنسان أن يستقر ، ويبني حضارات لطالما حلم بها ، فقام ببناء القصور والعمارات ، والمباني ، واستطاع أن يقدم لنفسه دوراً عظيماً لما يعيشه على الأرض ، وما يريده حقاً ، أما بالحديث عن الكائنات الحية البحرية ، فقد خلق الله لها أموراً لكي تستطيع أن تتكيف مع البيئة المائية ، فوفر لها الخياشيم لكي تتنفس من خلالها ، ووفر أيضاً الأكسجين المذاب في الماء ، فنحن نعلم أنه لا حياة بدون أكسجين مهما كلف الأمر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق